........الأمراض النفسجسمية ..........ربما يبدو من السهل الاقتناع بأن مرضاً عضوياً يمكن أن يتسبب في ظهور أعراض عقلية .. و ربما يبدو من الصعب الاقتناع بأن مرضاً نفسياً كالقلق أو الاكتئاب يمكن أن يتسبب في إحداث مرض عضوي مثل : قرحة المعدة و الإثنى عشر و الربو الشعبي و آلام المفاصل و اضطرابات الدورة الشهرية و سقوط الشعر و كثير من الأمراض الجلدية و ارتفاع ضغط الدم .. إلخ .. و لكنها الحقيقة العلمية التي نريد أن نوضحها لكل الناس . هناك بعض الأمراض الجسدية التي يقف العامل النفسي كعامل أولي وراء حدوث هذه الأمراض و لا يمكن شفاؤها إلا من خلال مداواة النفس أولاً .
.........اضطرابات الشخصية ..........هناك بعض الناس يعانون .. و يعاني معهم من يعيشون معهم .. و لكن هذه المعاناة لم نتمكن بعد من إدراجها تحت بند الأمراض .. أي أنها ليست أمراضاً نفسية أو عضوية .. أي أنها شخصيات ذات سمات متطرفة ، تجعلها مختلفة عن بقية الناس .
و لهذا ينشأ الاحتكاك و تبرز المعاناة .. معاناة الطرفين : صاحب الشخصية ، و المجتمع .
هذه الشخصيات المضطربة أمكن إطلاق أسماء لها مثل الشخصية الهستيرية و الشخصية السيكوباتية ، والشخصية غير الناضجة إنفعالياً ، و الشخصية العاجزة ، و الشخصية القهرية ، و الشخصية الانطوائية .. كما يندرج تحت هذه المجموعة الإدمان ، و الاضطرابات الجنسية ..
.........الطب النفسي الشرعي ..............إنسان قتل إنساناً آخر لأنه اعتقد أن هذا الآخر يضطهده ، و يحاول أن يؤذيه ، بل يحاول أن يقتله .. و لهذا سارع بقتله .. هل هو قاتل أم مريض ؟.. هل الجريمة تمت بوعي و إرادة أم تمت تحت تأثير الاعتقاد الخاطئ المرضي ..؟
.. ذلك السفاح الذي يقتل السيدات و يحتفظ بأحذيتهن .. مجرم أم مريض ..؟ ذلك السفاح الذي يخطف الأطفال و يعتدي عليهم جنسياً ثم يقتلهم .. مجرم أم مريض ..؟ يشنق أم يحوّل إلى المستشفى للعلاج ؟
الطب الشرعي النفسي هو ذلك الفرع من الطب النفسي الذي يجيب عن هذه التساؤلات ..
.........الطب النفسي للأطفال ...........الطفل يعاني نفسياً تماماً مثل الكبار .. يصاب بالمرض النفسي ، و أيضاً بالمرض العقلي .. هل منكم من يتصور هذا !!!هل منكم من يتصور أن الطفل التعيس قد يقدم على الانتحار ..
المرض النفسي عند الطفل قد يأخذ أشكالاً مختلفة : كأن ينهال الطفل على أظافره .. كأن يتبول ليلاً لا إرادياً .. كأن يتعثر دراسياً .. كأن يصبح عدوانياً .. كأن يسرق .. كأن يتلعثم في الكلام ..
-------------------------------------------------------------------------
الشخصية البارانوية :محور هذه الشخصية الشك في كل الناس و سوء الظن بهم و توقع العداء و الإيذاء منهم فكل الناس في نظره أشرار متآمرون .
هو شخص لا يعرف الحب أو الرحمة أو التسامح لأنه في طفولته المبكرة لم يتلق الحب من مصادره الأساسية ( الوالدين ) ، لذلك لم يتعلم قانون الحب .
و هو دائم الشعور بالاضطهاد و الخيانة ممن حوله ، و هو شعور يولد لديه كراهية و ميول عدوانية ناحية كل من يتعامل معهم . و تتخذ عدوانيته صوراً كثيرة منها النقد اللاذع و المستمر للآخرين ، أو السخرية الجارحة منهم و في نفس الوقت لا يتحمل أى نقد
فهو لا يخطئ أبداً ( في نظر نفسه ) و هو شديد الحساسية لأي شيء يخصه .
و الشخص البارانوي لا يغير رأيه بالحوار أو النقاش فلديه ثوابت لا تتغير ، و لذلك الكلام معه مجهد و متعب دون فائدة ، و هو يسيء تأويل كل كلمة و يبحث فيما بين الكلمات عن النوايا السيئة و يتوقع الغدر و الخيانة من كل من يتعامل معهم . و هو دائم الاتهام لغيره و مهما حاول الطرف الآخر إثبات براءته فلن ينجح بل يزيد من شكه و سوء ظنه ، بل إن محاولات التودد و التقرب من الآخرين تجاهه تقلقه و تزيد من شكوكه و في بداية حياته تكون لديه مشاعر اضطهاد و كراهية للناس .
الشخصية السيكوباتية:كذاب ، مخادع ، محتال ، نصاب ، عذب الكلام ، يعطي وعوداً كثيرة، و لا يفي بأي منها. لا يحترم القوانين أو الأعراف أو التقاليد و ليس لديه ولاء لأحد ، و لكن ولائه لملذاته و شهواته .. يسخر الجميع للاستفادة منهم و استغلالهم و أحياناً ابتزازهم ، لا يتعلم من أخطائه و لا يشعر بالذنب تجاه أحد ، لا يعرف الحب ، و لكنه بارع في الإيقاع بضحاياه حيث يوهمهم به و يغريهم بالوعود الزائفة . .
الشخصية النرجسية:و كلمة النرجسية جاءت من اللغة اليونانية من لفظ Narcissus و مصدرها أسطورة يونانية تقول أنه كان شاباً يونانياً يجلس أمام بركة ماء فأعجبته صورته فظل ينظر إليها حتى مات فالنرجسي معجب بنفسه أشد الإعجاب بشكل مرضي..
اضطراب الشخصية الهستيرية: إن السمة الرئيسة في هذا الاضطراب هي نمط من الانفعالية الزائدة وطلب انتباه الآخرين يسود حياة المصابين به يبدأ هذا الاضطراب مبكراُ ويتظاهر في سياق العديد من التصرفات ...ينشد الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب باستمرار ، الطمأنة والاستحسان والاطراء من الآخرين ويبدون الإنزعاج في المواقف التي لا يكونون فيها محور الاهتمام. كما أنهم يتسمون بإظهار تبدل سريع مشاعرهم ، وسطحية في التعبير عن انفعالاتهم.
كذلك فإنهم يعبرون عن انفعالاتهم بشكل مبالغ فيه وغير ملائم للموقف. فعلى سبيل المثال يبدو الواحد منهم حزيناً او غاضباً أو مسروراً جداً أكثر مما يبرره الموقف ، ويميل إلى أن يكون أنانياً ولا يتحمل الاحباط الذي قد يصيبه نتيجة الإشباع المتأخر لرغباته. وتهدف أفعاله إلى كسب الإرضاء الفوري.
يتمتع المصابون إلى حد ما بالجاذبية والإغواء إلى درجة أنهم يبدون متألقين ويتصرفون بشكل غير مناسب ، ويتركز اهتمامهم إلى حد كبير على جاذبيتهم الجسمانية. إضافة إلى ذلك فإن أسلوب كلامهم يميل إلى أن يكون عاطفياً يفتقر إلى التفاصيل. فعلى سبيل المثال قد يصف الشخص عطلته أنها رائعة خيالية دون القدرة على أن يكون أكثر تحديداً.